بينما كنت أقضي بضعة أيام في مدينة كان الفرنسية،إقترح أحد الأصدقاء زيارة مطعم ماشو حيث أرسل لي رسالة عبر فيسبوك قائلاً لي “طالما أنك في كان لا تفوتك زيارة Le Maschou فأنا متأكد أنه سيعجبك”!

استفسرت عن موقع المطعم من خدمة النزلاء في الفندق ورتبوا لي حجزاً في اليوم التالي على العشاء، انتظرت بفارغ الصبر لأن نتائج بحثي عن المطعم وتعليقات الزوار التي تركوها على المواقع الالكترونية المختلفة أثارت حماسي.

لم أجد صعوبة في إيجاد موقع المطعم، فقد استكشفت المدينة القديمة في وقت سابق، ولكن كان لابد من السؤال عن مكان المطعم بالضبط حين بلغنا شارع سان أنطوان (إضغط الرابط للحصول على الموقع من خلال خرائط غوغل).

يستقبلك طاقم المطعم بحرارة، وابتسامتهم الودودة تعكس ترد على تعليقات الإعجاب بالمكان الصغير الحميم بجدرانه الحجرية، والنار المتقدة في إحدى الزوايا حيث يشوى الدجاج الصغير أو قطع اللحم، وهذان الخياران الوحيدان في هذا المطعم، بالإضافة للسلة الكبيرة من الخضروات الطازجة التي ترافقها عدة خيارات من الصلصات للتغميس، والبطاطا المشوية، وهناك أطباق الحلويات الفرنسية التقليدية لمن يرغب.

المرآة العتيقة المعلقة على الجدار الحجري عكست على مر السنوات صور من زراوا المطعم منذ افتتاحه عام ١٩٨٣ على يد السيد آلان فيوتي، حيث جلس على طاولاته النجوم، الرؤساء، الأثرياء، المشاهير، والسياح من العالم ليتناولوا وجبة شهية في جو يشبه ألفة المنزل ودفئه، وقد حرص الإبن إيمانويل فيوتي على متابعة مسيرة والده والحفاظ على إرثه، ومن خلال حريثي معه لاحظت مدى سعادته واستمتاعه بالعمل.

أحببت المطعم جداً وأنصح بتجربته فالأضواء الخافتة تضفي على المكان العتيق لمسة رائعة وتترك ذكرى لا تنسى سواء لجلسة رومنسية، أو بصحبة الأصدقاء.

عند المغادرة حصلت السيدات على وردة وهي رمز المطعم، وأنا أخذت معي عبوتين صغيرتين لتتبيلة الملح
والبهار للحم والدجاج، حرص السيد إيمانويل على تزويدي بها بعد أن أخبرته عن شغفي بالطبخ، وحبي للكتابة عن تجاربي في مدونتي رمانة.